History of GIS

تاريخ نظم المعلومات الجغرافية

بداية ظهور ونشأة نظم المعلومات الجغرافية

الحاجة أُم الاختراع كما نعرف جميعا، وبما لا شك فيه حاجتنا الى نظم المعلومات الجغرافية كانت السبب في ظهورها، مع التقدم التكنولوجي و التقنيات الحديثة والاكتشافات الكبيرة في عالمنا أصبحت هذه البيانات الجغرافية كبيرة جداً وضخمة لذلك ظهرت الحاجة الى أداة و برامج و علم يهتم في:

جمع وحفظ وتخزين هذه البيانات الجغرافية الضخمة داخل قاعدة بيانات جغرافية مكانية وبعدها تتم عمليات التحليل للوصول الى بيانات مشتقة من البيانات الأصلية التي تم حفظها ولحل الكثير من المشاكل ثم بعد مرحلة الحفظ و التحليل يمكننا إخراج وتصميم الخرائط و التقارير المطلوبة لوصف أي حالة للمساعدة في دعم القرار.

عندما يواجه الإنسان أي مشكلة في حياته من الطبيعي أن يحاول حلها من خلال طرق وأساليب كثيرة نابعة من الخبرة والمحاولة و الخطأ، يتم وضع فرضيات و نظريات من خلالهم يمكن وصول الى النتائج المطلوبة لحل المشكلة من خلال برهان واثبات ذلك.

بالنسبة لبداية ظهور نظم المعلومات الجغرافية وبسبب الحاجة لها نذكر لكم هذه القصة:

في عام 1854 عند انتشار مرض الكوليرا قام شخص اسمه جون سنو في لندن باستخدام نقاط تمثل مكان سكن كل مريض، هذه الخطوة قادت الى دراسة حول توزيع أماكن المصابين بالمرض وأشارت الى مصدر الوباء، كانت مقاطعة سوهو هي واحدة من المقاطعات التي انتشر فيها المرض بكثافة وبشكل أوسع حتى أن حالات الوفاة كانت كثيرة جداً، وعجز السكان عن تفسير ذلك حتى الجهات المسؤولة عجزت عن منع انتشار الوباء، لكن الدكتور جون سنو حاول ان يجد تفسير لأسباب انتشار هذا الوباء او التقليل منه، لمعرفة الأسباب قام بوضع فرضية تقول أن هناك علاقة بين تلوث المياه وسبب انتشار مرض الكوليرا، كان اعتماده الأول أن يتم رسم خريطة للمرض لمعرفة الأماكن الأكثر انتشار وربط امكان المرض بمصادر المياه.

أضافة الى ذلك اعتمدت دراسة جون سنو بجمع البيانات عن مقاطعة سوهو عن طريق سؤال سكان المنطقة وتحديد المعالم على خريطة قام بإنشائها ثم قام بتوزيع نقاط المرضى عليها وجمع مضخات ومصادر المياه اليدوية ثم أسقط كل هذه البيانات على الخريطة، أوضحت الخريطة ان الحالات تتركز حول مصدر مياه معين وتقل الحالات في المناطق الأخرى لذلك نجح في اقناع الجهات المختصة بتعطيل مضخات المياه مؤقتاً للاختبار وبعد هذه الخطوة فعلاً قلة الحالات بشكل ملحوظ.

توصل السيد جون سنو الى أن الأشخاص البعيدين عن مصادر المياه واصيبو بالمرض أنهم شربوا من مصدر مياه معين الذي تم تعطيله مؤقتاً، لذلك تأكد السيد جون سنو ان المشكلة متعلقة في مضخة مياه معينة وطالب بوقف هذه المضخه وكان هذا السبب الرئيسي في انتشار وباء الكوليرا، خاصة بعد تعطيل هذه المضخة أصبحت حالات الوفاة في النقصان وأن معدل الاصابات قل كثيراً.

بعد ذلك أصبح من المهم الوصول الى منطقة مضخة المياه والحفر حولها لاكتشاف حقائق اكبر عن الوباء، بعد الحفر وجدت البلدية مدفن لمياه الصرف الصحي على مسافة قريبة جداً من المضخة ووجدو أيضا تشققات في الأرض كانت السبب الرئيسي في تسريب مياه الصرف الصحي الى المضخة مما أدى الى تلوث مياه الشرب، لذلك السيد جون سنو ساعد جدا في اكتشاف سبب انتشار مرض الكوليرا.

العبرة من هذه القصة

قام الدكتور جون سنو بتطبيق منهج علمي من خلال جمع البيانات عن ظاهره وربط هذه البيانات بالخريطة ثم قام بتحديد كثافة حالات المرض من مصابين و وفيات عرف من خلال ذلك اكثر مكان فيه اصابات ووفيات ساعدة ذلك في دعم أصحاب القرار في حل المشكلة.
لذلك اصبحت نظم المعلومات الجغرافية تُستخدم لدراسة الأمراض (الجغرافية الطبية) ودراسة عناصر البيئة (الماء، الهواء والتربة) لحل المشاكل الناتجة من أمراض و اوبئة تأثر على منطقة جغرافية ما للحد منها و حصرها.

الحل الذي استخدمه جون سنو كان قبل ظهور نظم المعلومات الجغرافية حتى ظهور الأب الروحي لنظم المعلومات الجغرافية الدكتور روجر توملينسون (Roger Tomlinsin) عام 1962، قام بتصميم وتطوير أول نظام جغرافي كان يعرف باسم نظم المعلومات الكندي CGIS حاول من خلاله دمج المعرفة الجغرافية والحاسب الآلي بالتعاون مع شركة BIM.